Site icon Lebanotrend

الرياض وأنقرة نحو إعادة تفعيل علاقاتهما مع دمشق… فماذا عن الوضع في السويداء؟

الثبات: حسان الحسن-

في وقتٍ يزور فيه الرئيس السوري بشار الأسد جمهورية الصين الشعبية، لتعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية والتنموية بين الدولتين الحليفتين. ويتزامن ذلك مع منح المملكة العربية السعودية للدبلوماسيين السورييين المكلفين بالعمل في السفارة السورية في الرياض، سمات الدخول، تهميدًا لوصولهم إلى “المملكة”، لبدء عملهم الدبلوماسي.

 

وفي وقتٍ تكشف فيه إيران مقترحًا لتسوية العلاقات بين أنقرة ودمشق، بضمانةٍ روسيةٍ- إيرانية، وسط تفاؤلٍ روسيٍ بإمكان إقتراب نضوج التسوية المذكورة.

 

في ضوء هذه المتغيرات، تحاول حفنة من “المغامرين” في محافظة السويداء في جنوب سورية، إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتأخير “رزنامة اليوم” إلى ربيع العام 2011، تاريخ بدء الحرب الكونية على السورية، التي إستخدم فيها سلاح الإرهاب، والتحريض المذهبي، وشراء الذمم، والإعلام المضلل، والعمائم المأجورة، التي كانت تدعو إلى إسقاط الدولة الوطنية في سورية، وتمزيق النسيج الإجتماعي لشعبها، خصوصًا ،لجهة تنظيم إقامة التظاهرات بعد صلاة الظهر من كل يوم جمعةٍ، في تلك الحقبة، أي في الأشهر الأولى للحرب المذكورة، يوم كانت تنطلق بعض التظاهرات “المعارضة” للحكومة في بعض المناطق السورية، غير أنها باءت بالفشل.

 

ورغم فشل تجربة الحرب المذكورة الماثلة أمام أعين الجميع، لم يتعظ “مغامرو السويداء” منها، ولايزالوا يحاولون إستعادة “تجربة التظاهرات الفاشلة بعد كل ظهر الجمعة” ايضًا التي تخطاها الزمن منذ عقدٍ ونيّفٍ.

وينطبق على الحالة الراهنة في السويداء المثل الشعبي القائل: “مين جرّب مجرّب كان عقله مخرّب”. بدليل أن “الإحتجاجات” في “جبل العرب”، بقيت محدودةً، ولم ينجح المحرضون في إستقطاب أهالي السويداء، ودفعهم إلى التمرد على دولتهم.

 

لا بل أكثر من ذلك، أعلن عدد من المرجعيات الروحية والأهلية في “جبل العرب”، رفضهم لكل التحركات ذات الأبعاد التقسيميةٍ التي تمس وحدة الأراضي السورية ونسيجها الإجتماعي، وفي طليعة هؤلاء المرجعيات، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء يوسف جربوع.

 

ولاريب أن هذا الموقف الوحدوي وجه ضربةً قاضيةً إلى إمكان إستنساخ تجربة “قوات سوريا الديمقراطية” في شرق الفرات، الى الجنوب السوري.

أضف إلى ذلك لم ينجح المحرضون في محاولة نقل شرارة “تحركاتهم” إلى المناطق المجاورة لـ “جبل العرب”، كدرعا وريف دمشق.

كذلك حاول المغامرون عينهم جر المنطقة إلى “لعبة الدم” على حد تعبير أحد المتابعين لمجريات الأوضاع في الجنوب، فرغم كل إعتداءات هؤلاء المغامرين على الأملاك العامة والخاصة والمقار الحكومية والحزبية في السويداء، لم يفلحوا في إستفزاز الأجهزة الأمنية، ودفعها إستخدام القوة لوقف هذه الإعتداءات، بالتالي إمكان إراقة دم، بل أن المعنيين في الدولة السورية، فوّتوا على هؤلاء المغامرين الفرصة، فقد جاءت التعليمات من المراجع المختصة، بترك المحتجين على سجيتهم.

 

وأدى هذا القرار المدروس إلى ضمور تلك الإحتجاجات إلى حدٍ تشارف فيه على نهايتها، بالتالي عودة الأوضاع الى طبيعتها في “جبل العرب”، ودائمًا برأي المصدر المتابع، ويختم بالقول: “لا أفق لهذه التحركات، فقد فشلت للأسباب المذكورة أعلاه، وقطعًا ستعود السويداء الى حضن الدولة”.

 

وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، يلفت مرجع سوري كبير إلى أن “الأولوية في الوقت الراهن لدى القيادة السورية هي التواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا عن طريق الشرق الأوسط برًا وليس بحرًا، أي ليس عبر باب المندب وقناة السويس، الواقعين تحت سيطرة واشنطن.

 

ويختم بالقول: “لذلك فأن طريق الحرير الجديد وطريق الصين، من أولى الاهتمامات في العلاقات بين دول الشرق الأوسط مجتمعةً وبين الصين”، يختم المرجع.