Site icon Lebanotrend

الديار: واشنطن “تخفي” الردّ “الإسرائيلي” عن بيروت

الديار: ميشال نصر-

في توقيت بالغ الحساسية اقليميا وداخليا، جاءت زيارتا علي لاريجاني وبراك – اورتاغوس الى بيروت، على ان تتبعهما زيارتي الامير يزيد بن فرحان وجان ايف لودريان، ما فتح الباب واسعا امام التاويلات السياسية والاستراتيجية. ففي بلد يتقاطع فيه النفوذ الدولي مع تعقيدات الداخل، لم تات الزيارتان بمعزل عن المتغيرات الاقليمية، وخصوصا ما يتصل بملفات النفوذ والامن، واعادة التوازنات في الشرق الاوسط، ما حول بيروت مجددا الى منصة لقاءات واختبارات، وصندوقة بريد، تعكس في طياتها رسائل متبادلة بين واشنطن وطهران، تتجاوز لبنان لتطال مستقبل النقوذ وحدود الاشتباك في المنطقة.

 

ففيما يرى كثيرون ان الزيارة جاءت لتعيد احياء دور لبنان كساحة صراع وتبادل رسائل اقليمي، الا انها، بالنسبة للكثير من المراقبين، جاءت محبطة للمسؤولين اللبنانيين، رغم الاجواء الايجابية الاعلامية التي درج الوسيط الاميركي على اطلاقها في كل مرة، اذ فوجئ الجانب اللبناني، بان لا اجابات لدى الضيف الاميركي على الورقة اللبنانية وتحديدا الموقف الاسرائيلي منها، ما يحشر لبنان الرسمي في “الزاوية”.

 

فالزيارة التي استمرت لساعات، بجدول لقاءات محدود، حملت شكلا اكثر من رسالة للداخل اللبناني، خصوصا ان قرار مشاركة مورغان اورتاغوس جاء بناء لتوصية مباشرة من وزير الخارجية مارك روبيو، وهو ما اثار “نقزة” لدى الرسميين في لبنان، خصوصا ان احدا لم يتمكن من فك رموز والغاز تلك المشاركة، وسط سيل من المعطيات المتضاربة.

 

مصادر لبنانية متابعة وضعت زيارة براك واورتاغوس، في اطار الاستطلاع بعد خطوة الحكومة الاخيرة، حيث ان الادارة الاميركية التي تبلغت المقررات الرسمية عبر السفارة في بيروت، وجدت فيها الكثير من الامور المبهمة التي تحتاج الى توضيح، خصوصا في ظل المواقف الرسمية “التي تسير الشكوك” حول حدود الذهاب لتنفيذ القرارات، ووضع خطوط حمر.

 

واشارت المصادر، الى ان الموفدين الاميركيين، استوضحا تفصيليا حول العديد من النقاط والبنود، دون ان يحصلا على كامل الاجابات وتحديدا، ماذا في حال عدم النجاح في الالتزام بالمهل، وعدم اقتناع حزب الله بتسليم سلاحه، والنقطة الثانية المتعلقة بخطة الجيش ومراحلها، وامكانات التطبيق، خصوصا ان قائد الجيش العماد رودولف هيكل سبق وابلغ الاميركيين اكثر من مرة، عن حاجة الجيش الى الدعم المادي واللوجستي والبشري للقيام بهذه المهمة.

 

وكشفت المصادر ان الضيفين سيعودان مطلع ايلول في زيارة ثانية، بعد ان تكون قد اكتملت خطة الجيش، وتبين الخيط الابيض من الاسود فيما خص الاتصالات الجارية مع حزب الله عبر اكثر من قناة، خصوصا ان ثمة حديث عن دخول دولة خليجية على خط التواصل لتقريب وجهات النظر وايجاد حل وسط.

 

من جهتها اكدت اوساط دبلوماسية مواكبة للزيارة ان الموفدين اعادا التاكيد على بيان وزارة الخارجية الاميركية الذي رحب بقرارات الحكومة اللبنانية، معتبرين ان الحكومة وضعت البلاد على السكة، الا ان حتى الساعة لا تزال الامور في الاطار النظري، وبالتالي لا اتجاه حاليا لاي تعديلات في القرار الدولي والشروط الدولية، وبالتالي لا خطوات عملية لجهة “فك الحصار” سواء لعملية الاعمار او الدعم الاقتصادي.

 

وتابعت الاوساط بالتاكيد ان الجانب الاميركي، “المح” الى وجود موقف اسرائيلي حتى الساعة غير معني بالقرار اللبناني وعليه فان تل ابيب مستمرة في استراتيجيتها، من قضم للاراضي اللبنانية على طول الحدود، وصولا الى استمرار عملياتها العسكرية البرية والجوية، وفقا لما تقتضيه مصلحتها، وهو ما تبلغه براك خلال اجتماعه بوزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية رون ديربر في باريس، مؤكدة ان واشنطن لم تمارس حتى الساعة اي ضغوط على اسرائيل، وان موقفها لا زال عند حدود لعب دور الوسيط بين بيروت وتل ابيب، وهو ما اعاد الموفدان التاكيد عليه.

 

واشارت الاوساط الى ان الملف يبدو اكثر تعقيدا مما يراه اللبنانيون، ذلك ان الاطراف الثلاث المعنية بالاتفاق، غير راغبة حتى الساعة بالجلوس الى طاولة واحدة، وعليه فان الدبلوماسية المكوكية بين العواصم الثلاث بيروت وتل ابيب ودمشق، قد تاخذ وقتها، وهو ما يرفع المخاطر من امكان حدوث تطورات قد تطيح بالاتفاق من اسسه.

 

وحول مصير قوات الطوارئ الدولية، اكدت الاوساط ان الموقف الاميركي لا يزال على حاله، لجهة وقف تمويل قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان، وقد ادرج ذلك في الموازنة التي احيلت الى الكونغرس، الا ان واشنطن ابدت بعض الليونة لجهة عدم استخدام الفيتو في حال تقرر ابقاء تلك القوات مع خفض عديدها وتعزيز مهامها، لجهة تدخلها شمال الليطاني بما يتلاءم مع الموازنة الجديدة المخصصة لها، خصوصا ان المساعي الفرنسية لتامين تمويل بديل لم تنجح.