الديار: في الزمن الصعب، وعلى ما جرت العادة في المنعطفات الكبرى، أتانا الزائر الكبير ليقول لنا “طوبى لفاعلي السلام”، وليُذكّرنا بأنّ لبنان هو ركيزة أساسية في الشرق، ومعنى لا يسقط من ذاكرة العالم.
وفي زمن ميلاد يسوع المسيح المجيد، بدا وصول رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، كأنه هديّة الميلاد إلى أرض القداسة والقدّيسين…
أتانا البابا لاون الرابع عشر، رافعاً يده محيّياً ومباركاً لبنان وشعبه، في لحظة مفصلية مصيرية يحتاج فيها هذا الشعب إلى سلام داخلي حقيقي، قبل أي سعي إلى سلام خارجي، على أن يقضي قداسته خلال زيارته التاريخية التي انتظرها اللبنانيون 13 عاماً، 45 ساعة ونصف في ربوع لبنان وتتضمّن 11 محطة ووقفة.
من المطار باتجاه قصر بعبدا، ومنذ الساعات الاولى لبعد ظهر أمس، امتلأت الشوارع بالحشود الشعبية والجمعيات والرعايا الذين تقاطروا من الحدت، بعبدا، اليرزة، الفياضية، كفرشيما، اللويزة، الكحالة وغيرها من البلدات المجاورة، لاستقبال البابا رغم الطقس الماطر. وقد حملوا الاعلام اللبنانية وأعلام الفاتيكان، وسط خفقان القلوب وإطلاق الزغاريد ونثر الورود، على أمل ان تكون الزيارة بادرة خير على لبنان. كما رفعت اليافطات المرحّبة بالبابا والتي كُتب عليها “أهلاً وسهلاً ببابا السلام”.
وكان بين الجموع استقبال لافت من أهالي الضاحية الجنوبية، ومن كشّافة الإمام المهدي (التابع لحزب الله). وكان الحزب قد وجّه رسالة ترحيب إلى البابا عشية الزيارة قال فيها إنّ “هذا البلد بتكوينه المتنوع يمثل صلة وصل حضاري بين أتباع الرسالتين السماويتين المسيحية والإسلامية”.
وأكّد أنّ هذه الزيارة هي “فرصة تنتهزها المقاومة لتؤكد تمسّكها بالعيش الواحد المشترك، وبالديموقراطية التوافقية، وبالحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، والحرص على السيادة الوطنية وحمايتها، بالوقوف مع الجيش والشعب لمواجهة أيّ عدوان أو احتلال”.

