Site icon Lebanotrend

الديار: لبنان بين نار السويداء وفتنة الداخل: حذارِ التورط

الديار: نور نعمة-

مع حصول الاحداث الدموية المؤسفة في السويداء ـ سوريا بين الدروز والبدو، يَمثل امام لبنان تهديد خطر جدا على داخله وتحد كبير لاستقراره باحتمال تورط ابنائه في احداث السويداء، سواء لمساندة الدروز ام للبدو العرب.

 

ذلك ان الانخراط في الحرب الوحشية التي وقعت في الايام الماضية بين ابناء البلد الواحد في السويداء، وتدخل العدو الاسرائيلي الفاضح في سوريا، فضلا عن تفاعل بعض من اللبنانيين من الطائفة السنية والدرزية في هذا النزاع الدامي، امر لا يبشر بالخير، بل ينذر بان احتمال تصدير الاقتتال السوري في السويداء الى لبنان او زيادة عدد اللبنانيين المنخرطين في القتال في السويداء، يرتفع يوما بعد يوم وهذا يشكل خطراً داهماً.

والحال ان الشعب اللبناني المنهك من العدوان الاسرائيلي عام 2024 والذي يتعرض بشكل متواصل لخروقات «اسرائيلية» تمنع تثبيت الاستقرار السياسي والامني اللبناني وتعرقل انتشار الجيش اللبناني على كامل الاراضي اللبنانية جنوباً، ليس من مصلحته التدخل في احداث سوريا، لان هذا المسار سيجلب الويلات لوطن لم يتمكن بعد من تضميد جراحه على شتى الاصعدة.

 

ان لبنان وشعبه شهدا اقسى سنوات على الصعيد المالي والاقتصادي والاجتماعي والامني، فارتفعت وتيرة هجرة اللبنانيين بشكل مخيف حيث اضحى شبه فارغ من ناسه، وتحديدا شبابه، نتيجة الازمة المالية الحادة وغير المسبوقة في تاريخ لبنان، الى جانب حصول انفجار مرفأ بيروت ومن بعدها العدوان الاسرائيلي على القرى الجنوبية والبقاعية، فضلا عن الضاحية الجنوبية لبيروت العام الماضي. كل هذه المآسي التي عاشها اللبناني، تعد اكثر من كافية ليتمسك بمبدأ الحياد والنأي بالنفس اولا ومعالجة وضعه الاجتماعي الصعب بكل الوسائل، وبالتالي الابتعاد عن الازمات الطائفية والعرقية والمذهبية التي تحصل في سوريا مؤخراً والتي تجمعنا حقائق جغرافية معها.

 

فاذا لم يقرأ الشعب اللبناني جيدا التحولات التي تحصل في المنطقة، وان بقي غافلاً ان الكيان العبري يسعى بكل ثبات وعزم لتحقيق مخطط «اسرائيل الكبرى» من خلال استغلال دروز سوريا كجسر لرسم الحدود في قلب بلاد الشام بهدف قضم اراضٍ عربية جديدة وفرض حزام امني عازل في الجنوب السوري المحاذي للجولان المحتل، فيكون الشعب اللبناني قد اعميت بصيرته وقرر الانجرار وراء عواطفه وغرائزه وطائفيته بدلا من ان يتابع المشهد السوري من موقع المراقب الحذر.

 

في اغلب الاحوال، ان الصراع الدائر بين الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع والعدو الاسرائيلي يبقى شأنا سورياً بحتاً، ولا يدخل ضمن اولويات او مسؤوليات اللبنانيين. بل ان مواقف الشرع التي عبّر عنها في أكثر من مناسبة، ونيّته المعلنة بالتنازل عن جبل الشيخ في وقت اتضحت نياته أو بالاحرى اطماعه بأراض لبنانية، تضعه في خانة الخصم وليس الحليف.

 

من هنا، فان لبنان مهدد بأطماع مزدوجة من النظام السوري الجديد ومن اسرائيل باراض لبنانية الى جانب مياهه، ما يحتّم على الشعب اللبناني ان يكون متنبها ومتيقظا في هذا المجال.