Site icon Lebanotrend

الديار: قائد الجيش يربح معركة “حصر السلاح” في مُؤتمر باريس… ويفتح طريق واشنطن؟!!

الديار: كمال ذبيان-

تزدحم المؤتمرات لدعم لبنان اقتصادياً ومالياً وعسكرياً، وحتى سياسياً، ومن دونها لم يشهد حلولا لازماته ووقف حروبه، منذ مؤتمر الطائف الذي انهى الحرب الاهلية نهاية 1989، ثم المؤتمرات الاقتصادية من “اصدقاء لبنان في واشنطن” عام 1997، و”باريس 1 و2 و3″ مطلع الالفية الثانية وما بعد ذلك، ثم مؤتمر الدوحة في 2008، الذي اوقف اشتباكات كادت ان تشعل حرباً اهلية وانهاء الشغور الرئاسي ، بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سلميان رئيساً للجمهورية نهاية ايار 2008.

 

هذا العرض التاريخي للمؤتمرات بشتى عناوينها، للاشارة بان لبنان دون مساعدات خارجية او “وصايات”، لا يمكن الخروج من ازماته التي يعود فيقع فيها، بسبب نظامه السياسي الطائفي الذي يستند اليه الخارج، للعبور منه الى الداخل اللبناني، ويسمى ذلك “حروب الآخرين على ارض لبنان”، التي لم تنته بعد، اضافة الى الاطماع الصهيونية في لبنان وبيئته الجغرافية، لما يسمى “اسرائيل الكبرى”.

 

انعقد مؤتمر باريس لدعم الجيش، بحضور مندوبين لثلاث دول اميركا وفرنسا والسعودية، وهي التي اتفقت في ايلول 2023 على التعاون لمساعدة لبنان، في حل مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، فحضر مندوبون عنها وهم: جان ايف لودريان (فرنسا)، مورغان اورتاغوس (اميركا)، والامير يزيد بن فرحان (السعودية)، وهؤلاء مكلفون بمتابعة الوضع في لبنان وملمون بتفاصيل ازماته، وقد شاركوا في صناعة حلول لها، حيث تشاركوا في انجاز استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، كما ان فرنسا واميركا عضوان في لجنة اتفاق وقف اطلاق النار (الميكانيزم)، ولفرنسا قوات عسكرية في اطار “القوات الدولية” العاملة في جنوب لبنان.

 

فالاجتماع الثلاثي في فرنسا، والذي اصبح رباعياً بمشاركة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، اتى لصالح لبنان عموما وللجيش وقائده خصوصاً، بعد ان حاول مسؤولون اميركيون تشويه دور الجيش والتشكيك في مهامه، التي يقوم بها منذ اكثر من عام “بحصر السلاح” بيد الدولة، والذي تمكن منه، قبل ان تتخذ الحكومة قرارها به في 5 آب الماضي. فكشف العماد هيكل امام المجتمعين في باريس، الانجازات التي حققها الجيش جنوب الليطاني، وهي المنطقة المشمولة بالقرار 1701، فبيّن بالوثائق والمستندات والارقام ما حققه الجيش في اخلاء المنطقة من نحو 95% من السلاح، والدخول الى الانفاق ومخازن الاسلحة التي كان يستخدمها حزب الله، وهو ما كان اطلع عليه سفراء دول وملحقون عسكريون في لبنان، وقبلهم وسائل اعلام، فتأكدوا على الارض من المهام التي قام بها الجيش.

 

فربح العماد هيكل امام ممثلي الدول الثلاث المعركة، واسقط كل المزاعم التي صدرت عن العدو الاسرائيلي ومسؤولين اميركيين، بان الجيش لم ينجز سوى 40% من المهمة، وكل تحركه يحصل بتنسيق مع حزب الله وبارادته، ولا بدّ للعدو الاسرائيلي ان يقوم بذلك.

 

ومع العرض الموثق لقائد الجيش، لم تنبس الموفدة الاميركية اورتاغوس بكلمة، حيث بدأت تشارك في اجتماعات لجنة “الميكانيزم” ، مما اعطى ورقة للموفدين الفرنسي لودريان والسعودي بن فرحان، الى ان يتدخلا لصالح الجيش، واسقاط كل التهم الاسرائيلية والاميركية عنه بالتقصير.

وكشفت مصادر اطلعت على اجتماع باريس، بان اورتاغوس ومعها سفير اميركا في لبنان ميشال عيسى، اكدا امام المجتمعين بان زيارة جديدة لقائد الجيش العماد هيكل سترتب قريباً، حتى قبل انعقاد المؤتمر الثاني لدعم الجيش في شباط المقبل.

 

ودحض العماد هيكل في تقريره، كل المزاعم الاسرائيلية والمؤيدة من قبل مسؤولين اميركيين وابرزهم ليندسي غراهام، بان العدو الاسرائيلي سيقوم هو بنزع سلاح حزب الله وتدميره، ولو ادى ذلك الى حرب واسعة على لبنان، كان موعدها حدد نهاية العام الحالي، الا ان قائد الجيش اكد اثناء المؤتمر، بانه لا حاجة الى تمديد مهلة تسلم السلاح او نزعه جنوب الليطاني، فالمهمة اداها الجيش، وان السلاح شمال الليطاني من شأن السلطة السياسية، ويدخل في المرحلة الثانية.

امام الوقائع التي عرضها قائد الجيش لعملية “درع الوطن”، فان فرنسا والسعودية تشجعتا على اصدار بيان يؤيد ويحيي ما قام به الجيش، لصالح تعزيز دور مؤسسات الدولة و”حصر السلاح” معها. واعتبر رئيس الجمهورية جوزاف عون ان لقاء باريس انتصار للبنان والجيش تحقق في مؤتمر باريس، وهو سيفتح الباب لمساعدات له ولقوى الامن الداخلي، لتعزيز الامن والاستقرار، ومن دونهما لا استثمار في لبنان، الذي بات يملك ورقة قوية يستخدمها في المفاوضات غير المباشرة مع العدو الاسرائيلي في “لجنة الميكانيزم”، لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي وعودة الاهالي واعادة الاعمار، وهذا ما طلبه الرئيس عون من المندوب السياسي اللبناني السفير سيمون كرم.

كما فتح مؤتمر باريس الباب للجيش وقوى الامن، لوضع لائحة الاحتياجات التي تتطلبها المرحلة لتأمين الامن والاستقرار، دون البحث في عقيدة الجيش لجهة اعتبار “اسرائيل” عدوة، وهو ما يزعج اميركا، التي سدت الطريق امام العماد هيكل نحو واشنطن، فهل ستفتح بعد مؤتمر باريس؟