بعض ما جاء في مانشيت الديار:
يسود الترقب الساحتين السياسية والامنية، بانتظار ما ستحمله زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني الى بيروت غدا، مستبقا عودة المبعوث الاميركي توم براك الاسبوع المقبل واوراق الضغط التي سيحملها معه، فيما رفعت «اسرائيل» مستوى ضغوطها ميدانيا، وعبر تسريبات تتعلق بمستقبل «اليونيفيل» في لبنان.
ووفق معلومات «الديار» ستكون «الرسالة» الايرانية واضحة ومباشرة وحازمة، لا تحمل اي التباس لكل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بان من يظن انه قادر على «الاستفراد» بالمقاومة مشتبه، لان طهران لن تتراجع عن دعمها لحزب الله في مواجهة الضغوط الاميركية- «الاسرائيلية»، مع تجديد الحرص على افضل العلاقات مع لبنان، الذي يفترض ان يحصن ساحته في مواجهة الهجمة الخارجية، لا ان يكشفها امام التدخلات المغرضة في شؤونه. وقد اكد لاريجاني من العراق ان حزب الله لديه نضوج سياسي ولا يحتاج الى وصاية من احد.
حساسية ايرانية
ووفق المعلومات، فان طهران تتعامل بحساسية عالية مع موقف الحكومة اللبنانية، وهي تعتبر ان ملف حزب الله جزء مما يحصل في المنطقة من هجوم على حلفائها، ولم تكن زيارة لاريجاني الى بغداد قبل بيروت مجرد صدفة، بل «رسالة» واضحة الى الاميركيين قبل غيرهم، بان محاولات الضغط المرتفعة على كلا البلدين لن تدفع طهران الى التراجع، بل ستدفعها الى رفع مستوى التنسيق مع حلفائها، وتعزيز دعمها لهم في «معركة» تعتبرها القيادة الايرانية مصيرية، وباتت تتجاوز البعد السياسي الى ما هو اخطر، حيث بات واضحا ان ثمة من يريد محاصرة «الدور» الشيعي في المنطقة.
الاولوية للاستقرار
وستكون لطهران نصائح عديدة للمسؤولين اللبنانيين، اهمها فتح قنوات جدية للحوار الداخلي، بعيدا عن الاملاءات الخارجية، لما يصب في مصلحة لبنان بكل مكوناته، مع التفهم لطبيعة الضغوط الخارجية، الا ان لاريجاني سيقدم عرضا مسهبا لطبيعة المخاطر المحدقة في دول الجوار اللبناني، وسيبدي اهتماما قاطعا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وسيدعو القيادات اللبنانية الى عدم «حرق المراحل»، في ظل سباق محتدم بين الديبلوماسية والحرائق المتنقلة في المنطقة والعالم.
وعلم في هذا السياق، إن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية، وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي. ومن المرتقب ان يلتقي الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.