Site icon Lebanotrend

الديار: حزب الله: لا انخراط في الحرب والتزام بوقف النار

الديار: كمال ذبيان-

يتعاطى حزب الله بكثير من الحكمة والتعقل، بشأن الحرب “الاسرائيلية” على ايران، فلم يذهب الى اسناد مَن يعتبرها حليفته، وساهمت في دعم قيام “مقاومة اسلامية” ضد الاحتلال “الاسرائيلي” للبنان في العام 1982، وهو ما يعترف به قياديو حزب الله الذين يجاهرون بان تمويل الحزب وتدريبه وتسليحه تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما كان يعلن دائما الامين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، الذي لم يكن يخجل بالمساعدات الايرانية، فشكلت طهران محورا للمقاومة، امتد منها الى لبنان وفلسطين وبينهما سوريا والعراق، وصولا الى اليمن مؤخرا.

 

تتعرض ايران لعدوان “اسرائيلي” بدأ فجر يوم الجمعة الماضي، لانها من ضمن محور المقاومة، ويعتبر العدو “الاسرائيلي” انه تمكن من الحاق الهزيمة “باذرع ايران”، وهي حزب الله في لبنان، و “حماس” و “الجهاد الاسلامي” وفصائل فلسطينية اخرى في فلسطين المحتلة، و”الحوثيون” في اليمن و”الحشد الشعبي” في العراق، فظن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو انه لم يعد امامه سوى ايران لالحاق الهزيمة بها، وتدمير البرنامج النووي فيها، وقطع طرق الامداد لحلفائها، وحصل ذلك بعد سقوط النظام السوري السابق.

فحزب الله الملتزم باتفاق وقف اطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني الماضي، يحاول ضبط النفس، وعدم الرد على الاعتداءات “الاسرائيلية” اليومية على المواطنين، ومنهم عناصر ومسؤولون في حزب الله، حيث سقط نحو 180 شهيدا ومئات الجرحى وتدمير منازل ومؤسسات، كما شملت اعمال العدو العسكرية الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. حزب الله يتعالى على جراحه ويلملمها، كيلا ينجر الى حرب جديدة يعمل لها العدو ، الذي يستمر في اعتداءاته كي يسلم حزب الله سلاحه ويستسلم، ويفتح الطريق امام الدولة اللبنانية لتوقيع “اتفاق سلام” مع الكيان الصهيوني، كما فعلت دول عربية اخرى وعقدت معاهدات سلام، او انخرطت في “اتفاقات ابراهام”.

 

من هنا، فان حزب الله الذي يضبط النفس، ويحيد لبنان عن مواجهة جديدة مع العدو ، فاسحًا في المجال للعمل الديبلوماسي الذي وعدت الدولة، بانها عبره ستعالج استمرار الاحتلال “الاسرائيلي”، فانه في الوقت نفسه لن يكون “جبهة اسناد” لايران، التي يختلف وضعها عن الوضع في غزة، بعد عملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها “حماس”.

وترى مصادر قيادية في حزب الله ان القيادة الايرانية تقوم بواجبها كاملًا في الدفاع عن النفس، لانها لم تكن المعتدية على الكيان الصهيوني، الذي فتح هو الحرب باغتيال قيادات عسكرية من الصف الاول، وعلماء في الطاقة الذرية، واستهداف مبان مدنية، فكان الرد مزلزلا، ولم يشهد الصهاينة على الخراب والدمار الذي لحق بهم، وشكل ذلك مفاجأة للعدو وحلفاء له في العالم، وفي مقدمهم اميركا ورئيسها دونالد ترامب، الذي اخذ قرار الحرب على ايران، كي تأتي الى المفاوضات حول برنامجها النووي ضعيفة، وتستسلم للشروط الاميركية بوقف التخصيب.

 

وعدم اشتراك حزب الله في اسناد ايران، يتوقف على تطور مسار الحرب تقول المصادر، التي تؤكد ان ما كان يشاع عن ان ايران تستخدم حلفاءها في معارك، لخدمة اهدافها في تطوير برنامجها النووي للطاقة السلمية، سقطت المزاعم والاضاليل في هذه الحرب التي خاضتها ايران مباشرة، وان البرنامج النووي ليس مرتبطًا باي مشروع او قضية اخرى، وهو له علاقة مباشرة بايران واستخدامها للطاقة، كما تحاول دول اخرى ان تفعل، ولكن ليس لاغراض عسكرية، وصدرت فتوى دينية في ايران، تحرّم استخدام الطاقة النووية لغير الاغراض السلمية، في انتاج الكهرباء وما شابه.

فالحرب “الاسرائيلية” على ايران، وردّ الاخيرة عليها، اسقطت كل مقولات من يعتبر حلفاء ايران في محور المقاومة ادوات في المشروع الايراني، الذي عنوانه فلسطين ودعم حركات المقاومة ضد الاحتلال “الاسرائيلي” تقول المصادر، التي تشير الى ان حزب الله كان يمارس في لبنان كحليف للجمهورية الاسلامية التي له ارتباط ديني ـ عقائدي معها، ولا ينكر مرجعيتها الروحية، ولا مساهمتها في تقديم كل ما احتاج اليه حزب الله في اسناده بالمقاومة، ولا بالمسائل التربوية والصحية والاجتماعية الخ…

 

وتواصل حزب الله مع المسؤولين في لبنان، لا سيما رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حول انعكاس الحرب “الاسرائيلية” على لبنان، فكان تفاهم بان حزب الله ليس في نيّته الانخراط في هذه الحرب التي تدافع فيها ايران عن نفسها، وهي ليست بحاجة الى اسناد، بل العدو الذي دخل الحرب ولا يعرف كيف سينتهي منها، ورأى بام العين، كيف تدمر مؤسساته وبنيته التحتية ومصانعه ومحطات النفط وغيرها.