Site icon Lebanotrend

الحلبي يتراجع عن الحسومات بضغط من «الاشتراكي»!

أثمرت الضغوط على وزير التربية عباس الحلبي تراجعاً عن قراره بحسم رواتب 3100 أستاذ في التعليم الثانوي يشكلون أكثر من نصف عدد المعلمين العاملين في التعليم الثانوي الرسمي. التراجع لم يأتِ «تحسّساً بمستوى الراتب المتدنّي» بحسب بيان الحلبي، بل لضغوط سياسية مارسها نقابيون متقاعدون إلى جانب الأساتذة المحسومة رواتبهم على وزارة التربية وسط غياب تام لروابط التعليم الرسمي عن المشهد، إذ أصدرت الأخيرة أربعة بيانات بعد قرار الوزير لم تأتِ فيها على ذكر الحسومات، بل تخبّط بعض أعضائها في نفي وجود القرار من أساسه من جهة، وتبريره من جهة ثانية. وفي سياق متصل، أصدرت رابطة الثانوي أمس بياناً شكرت فيه لوزير التربية إلغاء القرار من دون أن يكون لها أيّ دور في ما جرى.

من جهة أخرى، أصرّ عدد من الأساتذة المحسومة رواتبهم تأديبياً، وعددهم 61، على انتظار صدور قرار رسمي من الحلبي يلغي القرار الأول وعدم الاكتفاء بالبيان الإعلامي، و«تصدير قرارات إلى دائرة الصرفيات في وزارة المالية لاسترداد الأموال المحسومة، لا لقيمتها المادية، بل المعنوية». خطوة الحلبي الأولى وصفها النقابي حسن مظلوم، المحسوم 15 يوماً من راتبه، «كمّاً للأفواه، وسابقة لا يماثلها سوى قيام حكومة صائب سلام عام 1973 بصرف عدد من الأساتذة المضربين، وعودته عن قراره لا تطوي صفحة النضال النقابي، بل تُعتبر تصحيحاً للمسار، وتأكيداً لشرعية تحرّك الأساتذة السنة الماضية».
وكان الحلبي أصدر أمس بياناً أشار فيه إلى أنّ التراجع أتى «تجاوباً مع المراجعات الكثيرة، وإظهاراً للنوايا الحسنة التي تضمرها وزارة التربية نحو الأساتذة، وضمانةً لبداية عام دراسي هادئة»، ما يؤكّد حصول ضغوط سياسية للتراجع عن قرار الحسم، وعلمت «الأخبار» أنّها أتت بشكل أساسي من الحزب التقدمي الاشتراكي.

بالأرقام
في لبنان، 51 جامعة ومعهداً جامعياً تضم نحو 70% من طلاب التعليم العالي، فيما البقية مسجّلون في الجامعة اللبنانية، إضافة إلى 15 ألف طالب عراقي التحقوا بمرحلة الماستر في السنتين الأخيرتين. ويتركّز 80% من الطلاب في أقل من 10 جامعات، فيما هناك جامعة خاصة واحدة، هي الجامعة اللبنانية الدولية، يقارب عدد طلابها الـ 45 ألفاً. وتصوّب الجامعات بصورة أساسية على اختصاصات إدارة الأعمال (39 كلية في كل الجامعات)، والهندسة (22 كلية)، والتربية (17 كلية) والصحة العامة (13 كلية)، علماً أنها لم تستحدث أيّ اختصاصات هندسَة جديدة رغم التشعيب الذي طرأ على هذا الاختصاص في العالم. وتضمّ هذه الجامعات 90% من الطلاب الأجانب.