Site icon Lebanotrend

الترشيح لم يمر ..

بات من الواضح ان عزوف مرشح الفرض يشكل المدخل العملي الوحيد لولوج باب الحل الرئاسي والانقاذي للبنان مما يتخبط فيه منذ اكثر من ثلاثين سنة.

فعلى مستوى الشكل، الترشيح لم يمر، حيث اتى على لسان الرئيس نبيه بري، لا صاحب العلاقة، ليتحول سليمان فرنجية، ربما من حيث لا يريد، الى مرشح حركة أمل وحزب الله، لا مرشح الوفاق اللبناني المأمول.

وعلى مستوى الميثاق، الترشيح لم يمر، فلا شرعية تمثيلية كافية لترشيح فرنجية، في ضوء رفض الغالبية الساحقة من النواب المسيحيين، لا انتخابه فقط، بل حتى تأمين النصاب: فالتيار الوطني الحر على موقفه، والقوات اللبنانية تؤكد يوميا انها لن تسمح لمرشح الثامن من آذار بالوصول بمعزل عن اي تدخل اقليمي، ومواقف الكتائب والنواب المنفردين المعارضين لفرنجية لم يعد بجديد.

هذا مع العلم، ان الشرعية الميثاقية غير الكافية للانتخاب، ليست مسيحية فقط، بل سنية ودرزية ايضا، في ضوء المواقف المعلنة لممثلي المكونين المذكورين في مجلس النواب.

وعلى مستوى مشروع الانقاذ، الترشيح لم يمر، فلا خطوط عريضة واضحة للسنوات الست القادمة، ولا مقاربات معروفة للملفات الاشكالية، ولا حتى مجرد توضيح للمواقف السابقة المثيرة للجدل حول النفط والغاز، وقتل الاصهرة، فضلا عن الدفاع عن بعض المطلوبين، الى جانب الالتباس الذي اثير اخيرا بعد العقوبات الاميركية على الاخوين رحمة.

وعلى مستوى الجو الاقليمي والدولي المؤاتي، الترشيح لم يمر. فكل محاولات التلطيف والتخفيف والتجميل لم تنفع، لأن الوقائع معروفة، ويدركها الجميع.

فهل سيعاد النظر بعد الاعياد بالموقف في ضوء الطريق المسدود؟

كل اللبنانيين يأملون في ذلك، عساه يفتح ثغرة امام البحث عن مرشح مقبول، وحل قابل للتنفيذ.

اما في حال العكس، اي في حال الرهان على التطورات المتسارعة في المحيط ليصبح المرفوض مقبولا، والمفروض منشودا، فذلك لن يعني الا شيئا واحدا: درب جلجلة لبنان لا يزال طويلا، والمعاناة ستستمر، وهو ما صلى جميع الناس اليوم كي يتحقق عكسه، في رتب سجدة الصليب التي عمت لبنان.

اما البداية، فمع جلجلة من نوع آخر. جلجلة الجنوب الذي يراهن البعض على اعادته ساحة، وهو ما تصدى له في الساعات الاخيرة، لبنان الشعبي كما الرسمي.