Site icon Lebanotrend

البلديّات ….. مسؤوليّة لا عروض مسرحيّة – جمانة ناهض

قبل تطبيق الصّمت الانتخابي وحلول يوم الانتخابات بمرحلتها الأولى في جبل لبنان، طالعتنا بعض العروض الفنيّة والمسرحيّة في محاولات لجذب النّاس للتّصويت.
ولكنّ الوقفات الحقيقيّة الجاذبة للصّوت الانتخابي اليوم هي البرامج المتكاملة الّتي يقدّمها المرشّحون من أجل نهضة بلداتهم وقراهم. فالبلديّة التزام وتطبيق وفعاليّة ومساهمة كبرى في ترتيب الشّأن الدّاخلي للقرى وانطلاقًا منها مساهمة في نهضة الوطن.
كما أنّ البلديّة إنماء على صُعد مختلفة: اجتماعيّة، ثقافيّة، بيئيّة، ماليّة، سياحيّة، صحيّة، اقتصاديّة وصناعيّة. فمن يمتلك الجرأة اليوم للعمل على الإنماء لنهضة منطقة بعد أُخرى وبالتّالي انتعاش الوطن وتطويره بعد كلّ ما مرّ به.
لا المال وحده يشتري الإنماء، ولا محاولات التعطيل ولا الكيديّة السياسيّة، ولا مقولة- بدنا وفينا- لكن الوقت ليس الآن مناسبًا أو أنّ هذه الأمور ليست من الأولويّات.
لطالما عاش أسلافنا على مقولة ” البحصة بتسند خابية” وكانت الأمور بأحسن وأفضل حال، فكلّ الأمور تبدأ صغيرة وتكبر وتكبر. كذلك فإنّ البلديّات تحتاج إلى اندفاع شباب وخبرة بعض الكبار، لا بعض الاقطاع ممّن كانت لهم وعود كثيرة في ظروف صعبة ما تحقّق منها شيء.
بالإضافة إلى هذه الطّاقات الجديدة، عديدة هي القرى والبلدات اليوم الّتي نزح عدد كبير من أهلها إلى مناطق أخرى لأنّه بات لنازح محتلّ مكانٌ مكانَهم. فمن هو الصّوت الصّارخ اليوم الّذي لديه خطّة تساهم في عودة هؤلاء إلى بلادهم بدون شروط أو مغريات له على حسابهم؟
من المعروف أنّ أُولى شؤون البلديّات الحفاظ على وجود أهلها في بيوتهم وأراضيهم ثمّ العمل معهم ولأجلهم على نهضتها.
من الّذي يستطيع استعادة دور البلديّات لتعود لكلّ منطقة مركزيّتها وقدرتها على تأمين معظم حاجاتها؟
للتّتذكير، إنّ العمل البلدي هو عمل خدماتي، نهضويّ شريف، تنافسيّ شرعيّ، لا محاولات إقصاء أو شلل عمل أو محاربة غير شريفة بالسيرة او الانتماء.
لن تكون البلديات بحفلة أو عرض غنائيّ فاشل، ولا بتحويل قصص الأطفال إلى عرض مباشر حيث يؤدّي دور البطولة ممثّل فاشل.
لن تكون البلديات حين يدّعي المرشّح الزّعامة ويلصق صورة النّعاج بالآخرين وهو لطالما كانت سلاله فارغة، ولم يزر يومًا أحدًا لمساعدته بل للحصول على دعمه وصوته.
اتركوا النّاس تختار بضمير وارضخوا لخياراتهم، وإن أردتم المساهمة الإيجابيّة في مناطقكم مدّوا يدكم وساهموا، لن يقطع أحدٌ يدًا مُدّت للخير. العمل البلدي هو لخدمة كلّ فرد في المجتمع، لهذا لا تكونوا حجر عثرة لأنّ الوطن يحتاج إلى كلّ نهضة لينهض من كبوته.
كونوا مسؤولين لا مسرحيّين فللمسارح أبوابها.