Site icon Lebanotrend

الأميركيون يثيرون الذعر في لبنان

الأخبار: أرخى فجر أمس الأحد بثقله على الواقع السياسي الداخلي في ضوء ثابتتيْن كرّسهما العدوان الصهيوني على إيران، ثم الانخراط المباشر للولايات المتحدة في الحرب: الأولى، الذعر اللبناني من تداعيات هذه الحرب، ربطاً بالحريق الذي سيطاول كل دول المنطقة، والثانية موقف حزب الله، ببعديْه العسكري والأيديولوجي، خصوصاً في ظل تمنّع الأخير عن إعطاء أجوبة واضحة في هذا الخصوص.

 

وأمام هذا التصعيد، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أمس أن وزارة الخارجية أمرت بمغادرة أفراد العائلات والموظفين الحكوميين الأميركيين غير الأساسيين من لبنان، على ضوء الحرب القائمة.

 

وقال بيان السفارة إن «وزارة الخارجية الأميركية أمرت بمغادرة أفراد العائلات وموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من لبنان نظراً إلى الوضع الأمني المتقلّب وغير القابل للتنبّؤ في المنطقة»، وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من «المستوى الرابع: أي عدم السفر» إلى لبنان.

 

بإعلانها هذا أثارت خطوة السفارة الأميركية البلبلة في بيروت. لكن على الرغم من علامات القلق الأميركية من ردات الفعل الإيرانية في الخليج وفي لبنان وحتى في داخل الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن بيان السفارة في بيروت لا يعكس إجراءات أميركية جادّة ناتجة من مخاوف ثابتة، إنّما بدا القرار الأميركي في إطار الإجراءات الاحترازية البروتوكولية، خصوصاً أن إجراءات مماثلة سبقت ذلك في سفارات الولايات المتحدة الأميركية في الخليج العربي خلال اليومين الماضيين وسبقت الهجوم الأميركي على إيران، ولا سيما في قطر والإمارات.

وحتى ليل أمس، لم يدفع البيان الأميركي السفارات الغربية الحليفة للولايات المتحدة، والتي تتبعها عادةً في لبنان بالتحذيرات الدبلوماسية لمواطنيها، إلى إصدار بيانات مشابهة أو اتخاذ إجراءات فعلية، خصوصاً أن السفارات الغربية في بيروت أصلاً لم تخرج بعد من بعض الإجراءات التي اتّخذتها قبيل الحرب على لبنان في أيلول العام الماضي، ومنها عدم إحضار الدبلوماسيين بعائلاتهم والاكتفاء بالموظفين الأساسيين مع تخفيف قيود السفر على المواطنين، لكن الالتزام بتحذيرات بعدم زيارة مناطق لبنانية معيّنة.

 

وأكّد أكثر من مصدر دبلوماسي أن الدول المعنية لا تزال تراقب الأوضاع وستستمر في ذلك خلال الـ 48 ساعة المقبلة لمواكبة التطوّرات ولتبني على الشيء مقتضاه.

 

وأكّدت مصادر دبلوماسية بارزة أن «الأوضاع في لبنان حتى الآن لا تدعو إلى القلق، والتنسيق العالي بين الأطراف اللبنانية والمجتمع الدولي مطمئن حيث وصلت عدة رسائل تؤكد أن لبنان غير معنيّ بالتصعيد وأن اللبنانيين متّفقون على ذلك».

 

وقالت مصادر أخرى إن «عمليات الإجلاء الأميركية والتي تضمّنت موظفين حتى الآن، لا تؤشر إلى ارتفاع جدّي في المخاطر، وإنه حتى لو حصل تدهور في الأوضاع فلن تحصل عمليات إجلاء واسعة، وسياسة التشجيع على السفر التجاري لا تزال مستمرة».

 

من جهة ثانية، أكّدت مصادر أن «السفارة البريطانية في بيروت لم تعدّل أي شيء في تعليمات السفر للمواطنين والدبلوماسيين في لبنان، وأن السفارة تواكب الأوضاع».

 

وعليه، يتجه المشهد في لبنان، نحو مرحلة بالغة الحساسية نتيجة اقتراب المسار العسكري التصاعدي في المنطقة من محطة مفصلية في رسم سيناريوهات المستقبل القريب، حيث يتصرّف كثيرون على أساس أن الحرب أصبحت أمراً واقعاً، ولم يعد بإمكان أحد التكهّن في ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، وسط نشاط سياسي لمعرفة التأثيرات المحتملة للضربة الأميركية.