Site icon Lebanotrend

الأخبار: كذب وتحريض وإسناد لإسرائيل: «الجديد»… رصاصة الرحمة على الإعلام اللبناني

الأخبار: زكية الديراني-

اختصر أحد المعلّقين على التقرير الاستخباراتي الذي بثته قناة «الجديد» صباح الجمعة الماضي حول ضريح الشهيد السيّد حسن نصرالله، بالقول إنّ «فريقاً من جهاز الموساد أعدّه وترجمته وبثته محطة «الجديد»».

 

تناول التقرير حيثيات إنشاء ضريح السيد نصر الله في منطقة قريبة من طريق المطار، ضمن نطاق بلدية برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية. ونفخ في نار الفتنة، مدّعياً أنّ الضريح وموقعه يشكّلان «تهديداً لهوية بيروت وخطراً على الطوائف الأخرى»!

 

تضمّن التقرير معلومات مضلّلة وأكاذيب مفبركة عن الأرض التي أُنشئ عليها الضريح، معتبراً أنّ «البناء كلّف ملايين الدولارات على حساب المهجّرين الذين تضرّرت منازلهم في الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان». كما صوّب على «جمعية القرض الحسن» التي تتعرّض لهجوم أميركي وإسرائيلي بهدف تضييق الخناق المالي على المقاومة.

 

صباح الجمعة الماضي، أطلّت جوزفين ديب في برنامج «الحدث» الصباحي الذي تعرضه قناة «الجديد» واستضافت الصحافي طوني بولس. في سياق الحديث مع الضيف، طلبت المقدّمة منه الاستماع إلى تقرير قائلةً: «في فيديو هلق بدك تخبّرني عنه. أنا ما كتير اطّلعت عليه… شو الفيديو؟ بدي تشرحلي قبل ما نعرضه»، وسيتضح لاحقاً أنّ ما قالته كان تمهيداً لغسل يدي القناة من محتوى التقرير.

 

في هذا السياق، كشفت المعلومات لنا أنّ جوزفين ديب اتصلت يوم الخميس الماضي بزميلتها سمر أبو خليل، طالبةً منها تولي الحلقة بدلاً من أبو خليل، فوافقت الأخيرة بحكم أنّ هذه التغييرات تحصل في أي مؤسسة إعلامية. اتضح لاحقاً أنّ ظهور ديب لم يكن عفوياً، بل تنفيذاً لأوامر آل خياط، على اعتبار أنّ أبو خليل المعروفة بمواقفها الوطنية الداعمة للمقاومة، ما كانت لترضى ببثّ التقرير ضمن برنامجها الحواري.

 

ستسافر كرمى خياط برفقة جوزفين ديب إلى واشنطن في «مهمات إعلامية»

أثار التقرير تساؤلات عدة حول طريقة تنفيذه، إذ تخطّت مدّته التسع دقائق وشابه الأسلوب الوثائقي لا التقريري وعُرض بلغة عربية ولهجة غير مألوفة على المشاهد اللبناني، ولم يحمل توقيع أي صحافي من القناة، واختبأ خلف مقابلات وهمية وادعاءات غير مثبَتة بوثائق أو صور.

 

في المقابل، تشير المصادر إلى أّن القائمين على «الجديد» وعلى رأسهم كرمى خياط، المتواجدة حالياً في الإمارات، ستسافر في اليومين المقبلين برفقة ديب إلى واشنطن في «مهمات إعلامية». بالتالي، مهّدت خياط لتلك الخطوة ببث التقرير المسموم على شاشتها، قبل أن تنفض القناة يديها منه، متحججةً بأنها «لم تتبنَّ ما ورد فيه».

 

وتلفت المصادر إلى أنّ ذريعة القناة تعرّي قلّة مهنيتها وغياب مصداقيتها، وتستغفل الجمهور الذي يعرف سياسة «الجديد»، وتنفيذها لأجندات أميركية وخليجية في مقابل الدعم المالي، خصوصاً أنّ التقرير عُرض في وقت تُصوَّب فيه السهام نحو ضريح السيد، لتتماهى المحطة مع سياسة العدو ببث الفتن الطائفية والمذهبية. وتلفت المعلومات إلى أنّ القناة تعمّدت عرض التقرير صباح الجمعة لجذب أكبر نسبة مشاهدة في لبنان والخليج، باعتبار أن الجمعة هو يوم عطلة في الدول الخليجية، وبالتالي تطبيقاً لشعار «هلا بالخميس».

 

على الضفة نفسها، تعتبر المصادر أنّ «الجديد» لم تحترم رأي الجزء الأكبر من موظفيها العاملين لديها من مناطق البقاع وجنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية. هذا الأمر دفع مجموعة من الموظفين إلى توقيع عريضة لإدارة القناة، مطالبين إياها بحمايتهم أثناء قيامهم بواجبهم في تغطية الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت أمس في محافظة جبل لبنان.

 

ولمّحت العريضة، التي أطلقها الصحافي محمد فرحات المعروف بأدائه المهني أثناء تغطيته للحرب الأخيرة، إلى أنّ ذريعة القناة بأنها لم تتبنَّ ما ورد في التقرير، غير مقنعة. وأثنى بعضهم على خطوة الموظفين، التي وُصفت بأنها أشبه بحالة تمرّد على إدارة القناة، خصوصاً أنّ التقرير المشبوه نسف جهود بعض مراسلي القناة في تغطيتهم للحرب التي شنّها العدو. مع العلم أن موظفي «الجديد» يعانون من ظروف مالية صعبة بسبب رواتبهم المتدنية.

 

لم تغفل قناة «المنار» عن الردّ، بل بثّت تقريراً كشفت فيه بالأدلة ملكية الأرض التي أُقيم عليها الضريح، عبر مقابلة مع رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور. واعتبرت أنّ ما جرى محاولة مدفوعة لضرب بيئة المقاومة. وتساءلت القناة: «على ماذا يعملُ البعض الآخر في لبنان مع هذا التحريضِ السياسي والإعلامي المتطابقِ مع الأهدافِ الصهيونية والمخططات الفتنويةِ لبلدِنا ومنطقتِنا».

 

بعد عرض التقرير، راحت التساؤلات تُطرح عن دور «المجلس الوطني للإعلام» الغارق في سبات عميق. إذ لا تكفي حملات التحريض على النازحين في الحرب، بل مضت «الجديد» في استكمال تلك الحرب التحريضية التي تضرب بيئة المقاومة ورموزها.