Site icon Lebanotrend

الأخبار: المستوى الأمني في الكيان يدفع باتجاه إنهاء العملية العسكرية في لبنان بشكل سريع قبل تفاقمها

الأخبار: المقاومة تدكّ القواعد العسكرية في كل الشمال: إسرائيل تريد «تسريع» العملية وتبحث عن «مخرج»

طاولت، أمس، صواريخ «حزب الله» مناطق واسعة في شمال الأراضي المحتلة. وفي حصيلة حطّمت الرقم القياسي منذ بدء الحرب قبل نحو عام، أطلقت المقاومة أكثر من 400 صاروخ ومُسيّرة من أنواع مختلفة، مستهدفة مناطق عكا والجليل الغربي، وصفد ومحيطها، إضافة إلى منطقة «الكريوت» في خليج حيفا، فضلاً عن العفولة ومنطقة مرج ابن عامر، وكذلك يوكنعام التي تضم منطقة صناعية وشركات «هايتك»، إلى جانب قرى وبلدات جديدة مثل المكر، كفر مندا وطمرة في الجليلين الغربي والأسفل التي طاولتها بالأساس شظايا صواريخ القبّة الحديدية.

 

وكان بارزاً أمس، اشتعال عدد كبير من الحرائق في الشمال بفعل قصف المقاومة، حيث أفادت سلطة الإطفاء والحرائق بأنها تعاملت مع أكثر من 31 حريقاً، فيما أتى أحدها على مبنى تستخدمه بلدية كريات شمونة كمخزن لأدوات وأجهزة إلكترونية تتعلّق بجهوزية الحرب.

 

وفي منطقة يوكنعام، أصيب إسرائيلي بجروح متوسّطة جراء تعرضه لشظايا صاروخ، فيما وصل – يوم أمس – إلى مستشفى «بوريا» 14 مصاباً، بينهم 11 أصيبوا خلال توجههم إلى الملاجئ، فيما أصيب آخر بالاختناق جراء استنشاق الدخان، واثنان آخران بشظايا. أمّا مستشفى «رمبام» في حيفا فاستقبل 7 مصابين من مناطق محيطة، فضلاً عن استمراره بعلاج 4 آخرين كانوا قد أصيبوا في الهجمات الأولى للمقاومة على منطقة «الكريوت».

 

أمّا بالنسبة إلى المركز الطبّي – «عيمق»، في منطقة العفولة، فقد استقبل 5 جرحى، لا يزال ثلاثة منهم يخضعون للعلاج حيث يعانون كسوراً وإصابات مختلفة. فيما استقبل «المركز الطبي للجليل» في نهاريا، 9 جرحى أصيبوا في القصف على منطقة الجليل الغربي.

 

وبالنسبة إلى المدارس والجامعات والوظائف، فستبقى معطّلة بشكل كامل – حتّى الغد على الأقل – في جميع مناطق الجليل الأعلى والأسفل والغربي.وكان رئيس بلدية مستوطنة «حتسور هجليليت»، ميخائيل كفسا، قال، أمس، إنه قد «سقطت علينا شظايا صواريخ وقذائف، ما تسبب بتضرّر عدد من المركبات. نحن في روتين حرب للأسف منذ نحو سنة.

 

إن روتين الحرب هو روتين سيّئ، فيما 50% من السكان هنا لا يوجد لديهم ملاجئ، وهو ما يدل على أزمة منذ عشرات السنوات، حيث سكان يقطنون على بعد 11 كم من الحدود من دون ملاجئ». وتابع: «نحن نصرخ مطالبين الحكومة بتوفير الملاجئ، ووسائل أخرى. ولا ننسى أننا لسنا أساساً مشمولين في البرنامج الحكومي المخصّص لدعم وتأهيل مستوطنات الشمال، كما أن جميع مستوطنات الخط الثاني مثل صفد وروش بينا وكتسرين ورمات هجولان غير مشمولة فيه. نحاول أن نقول للحكومة نحن في منطقة حرب ولم نُخلَ بعد، نحتاج إلى موارد كثيرة، وللأسف أن هذا لم يتوفّر بعد».

 

كما أفادت «القناة 12» العبريّة، أن «330 ألف مستوطن بدون ملاجئ في حيفا». إلى ذلك، ذكر رئيس بلدية «كريات طبعون»، عيدو غرينبلوم، في الجليل الأسفل أن «الساعات الـ72 الأخيرة في المنطقة، توضح إلى أي مدى علينا إظهار التضامن مع سكان الشمال»، لافتاً إلى أنه «قد دوّت هنا العديد من الصافرات، كما سقطت عدّة صواريخ، وكذلك قذائف اعتراضية وشظايا وغيرها».

 

وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أمس، إن«400 صاروخ أُطلقت من لبنان اليوم (أمس) باتجاه إسرائيل»، مشيراً إلى «تركيز الجيش الإسرائيلي على القضاء على القدرات الاستراتيجية للحزب». وأضاف أن «الجيش لا يزال يدقّق في نتائج الضربات الأخيرة التي وجهناها إلى حزب الله»، مؤكداً أن «هدفنا النهائي هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم».

 

أما وزير الحرب يوآف غالانت، فاعتبر أن «حزب الله اليوم ليس هو حزب الله قبل أسبوع»، لكن «رغم تعرض حزب الله لضربات قوية وانخفاض معنوياته، يجب أن نأخذ تهديداته بتدميرنا وضربنا على محمل الجد».

 

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر إسرائيلية، أن «حزب الله ما زال بعيداً عن الهزيمة»، ورأت أن «التصريحات الاحتفالية لمحلّلين إسرائيليين بزوال الخطر مُبالغ فيها إلى حد كبير». وفي موازاة ذلك، يبدو أن المستوى الأمني في الكيان يدفع باتجاه إنهاء العملية العسكرية في لبنان، بشكل سريع، قبل تفاقمها، وإن على حساب «إجراءات» معيّنة في قطاع غزة. حيث نقلت «القناة 13»، عن مسؤولين كبار في الجيش قولهم إنه «لا توجد إمكانية للحل في الجبهة الشمالية دون وقف إطلاق النار في الجنوب»، وعلى الرغم من «سلسلة الهجمات التي قام بها الجيش في لبنان، إلا أن نصرالله متمسّك بمواصلة حرب الاستنزاف طالما أن وقف إطلاق النار في غزة لم يتحقق».

 

وتحدّث هؤلاء عن أن «قادة في الجيش الإسرائيلي أبلغوا الكابينت، أنه لا يبدو أن هناك قدرة لحل في الشمال دون إجراءات في الجنوب»، بينما قال قادة آخرون إن «وقف إطلاق النار في غزة سيحوّل الإنجازات في لبنان، إلى مكسب استراتيجي».