Site icon Lebanotrend

«اسرائيل» تبدأ الحرب بالمجازر… ومفاجآت من «خارج الصندوق»

انها الحرب… ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية من استشهاد واصابة مئات المدنيين، وتدمير مئات المنازل، وتهجير الالاف، يشير الى ان كيان الاحتلال بدأ مواجهة دموية مفتوحة. فقد بدأ كيان الاحتلال الاسرائيلي مغامرة محفوفة بالمخاطر، مبنية مرة جديدة على حسابات خاطئة ومتهورة، وستثبت الساعات والايام المقبلة ان نتائجها ستكون كارثية على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، بعد ان اصبح حزب الله مضطرا الى دخول المواجهة دون سقوف او «خطوط حمراء» بعدما اختارت حكومة اليمين المتطرفة اعلان الحرب على الشعب اللبناني، وبات الحساب المفتوح كبيرا جدا وستكون الردود من «خارج الصندوق» والتوقعات، ما دفع حكومة الاحتلال الى اعلان الطوارىء والحرب في كامل الكيان لمدة اسبوع، بعدما وصلت صواريخ المقاومة في ردها الاولي الى منطقة تل ابيب، وكذلك وسط حيفا، ومستوطنات الضفة الغربية في مفاجأة لم تكن متوقعة. اما ميدانيا، فكان الحدث الابرز فشل سلاح الجو الاسرائيلي في اغتيال احد كبار القادة العسكريين في حزب الله علي كركي في غارة على الضاحية الجنوبية.

ما هي اهداف العدوان؟

وفق مصادر ديبلوماسية، حصلت اسرائيل على «ضوء اخضر» اميركي لهذه الجولة من التصعيد الخطر، على الرغم من ادعاء المسؤولين الاميركيين عكس ذلك، وآخرهم وزير الخارجية انتوني بلينكن الذي ادعى ان واشنطن تعمل على تخفيض التصعيد. وبحسب تلك الاوساط، لم يعد الامر مرتبطا بجبهة الاسناد لغزة لان ما تنفذه اسرائيل الان من هجمات كان جزءا من خطط سابقة معدة سلفا كانت تنتظر «ساعة الصفر» للتنفيذ، واليوم تعتقد اسرائيل ان الاجواء الدولية والاقليمية متاحة «لسحق» حزب الله. ومن المتوقع ان تبدأ واشنطن ضغوطها بعد ايام من العدوان لمحاولة الحصول على تنازلات من حزب الله، حيث بدأ الحديث عن اهداف ابعد من مسالة اعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة، حيث اقنع نتانياهو المسؤولين الاميركيين ان الجيش الاسرائيلي ألحق خسائر فادحة بمنظومة القيادة والسيطرة، وضرب الصف الاول للقيادات العسكرية، والان يعمل على تدمير الصواريخ الدقيقة، على ان يبدا سقف المطالب باجراء ترتيبات مع لبنان تشمل نزع سلاح حزب الله، باعتبار ان مطلب تراجع الحزب عن الحدود لمسافة 10 كيلومترات بات مطلبا متواضعا مع النتائج المتوقعة.

الاوهام الاسرائيلية

هذا التفاؤل الاسرائيلي المبالغ فيه، ترى فيه مصادر مقربة من حزب الله «اوهاما» مثيرة للشفقة، وهو مبني على حسابات اقل ما يقال فيها انها خاطئة، وستدفع اسرائيل ثمنه باهظا جدا، بعد ان تكتشف انها دخلت في نفق مظلم وتكتشف ان صواريخ المقاومة «بخير». فالدمار لن يلحق بلبنان فقط، واستهداف القطاع المدني لن يقتصر على الجانب اللبناني، اما عسكريا فان مفاجآت المقاومة ستبدأ باكرا ولن يطول الامر حتى تبدأ اسرائيل باكتشاف انها كررت خطيئة الايام الاولى من حرب تموز 2006، عندما ظنت انها حققت الانتصار عبر الغارات الجوية، ولن يتأخر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته لرسم معالم المرحلة المقبلة التي تحمل الكثير من الفرص الجدية لاعادة رسم معالم الشرق الاوسط على عكس ما تعمل عليه واشنطن وتل ابيب في ظل مخاطر جدية من اتساع الحرب لتكون شاملة وعلى اكثر من جبهة. واذا كانت اسرائيل قد بدأت الحرب، فان المقاومة هي من سينهيها.

رد المقاومة آت…

ووفق مسار الاحداث، ستكون الساعات المقبلة حافلة بتصعيد متدرج، فحتى يوم امس لم يستخدم حزب الله قوته النارية الكاملة أو اقترب من ذلك حتى، ومن المتوقع ان تبدأ المقاومة بإطلاق وابل من الصواريخ بشكل أكبر بكثير، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة نحو مواقع مدنية وعسكرية رئيسية في وسط إسرائيل. وفي هذا السياق، حذر القائد السابق لمنظومة الدفاع الجويّ الإسرائيليّة العميد احتياط ران كوخاف من تحول الوضع في تل أبيب إلى ما يشبه ما يجري في مستوطنة سديروت القريبة من قطاع غزة، والتي تتعرض منذ بداية الحرب لرشقات صاروخيّة يومية.

اخفاق اسرائيلي

وفي هذا السياق، أوضحت (القناة 13) في التلفزيون الاسرائيلي ان المناطق التي وصلتها صواريخ حزب الله امس، على الرغم من كثافة الغارات، في الناصرة والعفولة و «مغدال هعيمق»، لم تكن مشمولةً بالتعليمات التي وجّهتها الجبهة الداخلية إلى المستوطنين، تحسبًا لضربات حزب الله، وهذا يعني أن تقديرات الجيش الإسرائيليّ كانت تستبعد استهدافها.