Site icon Lebanotrend

استمرار تدفّق نازحي لبنان… العدوّ لا يغفل عن سوريا

الأخبار: علاء حلبي-

تتابع سوريا استقبال الوافدين من لبنان عبر مختلف معابرها، وسط تسهيلات أعلنت عنها الحكومة السورية، واستعدادات متواصلة لتأمين احتياجات الوافدين عبر تأمين مراكز إيواء مؤقتة، وتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين.

 

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي السورية، بالتوازي مع حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين في غزة، والعدوان العنيف على الأراضي اللبنانية.

 

ومع استمرار فتح المعابر الحدودية، والتي تعرّض بعضها لاعتداءات إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، وصل عدد الوافدين من السوريين واللبنانيين حوالي 200 ألف شخص، ثلثهم من السوريين، بينهم نحو 1200 شخص تم نقلهم إلى المستشفيات لتقديم الرعاية الصحية، إلى جانب استنفار الطواقم الطبية عند المعابر الحدودية ضمن تعاون مشترك بين وزارة الصحة ومنظمة «الهلال الأحمر».

 

وفي هذا الجانب، أعلنت وزارة الصحة أن طواقمها نجحت في تقديم مساعدة لسيدة أجرت عملية ولادة ضمن سيارة إسعاف عند معبر جديدة يابوس، قبل أن تنقل وطفلتها إلى مستشفى الزبداني في ريف دمشق، والتي تضم مراكز إيواء تم إعدادها، إلى جانب مراكز أخرى في دمشق وحمص.

 

وبالتوازي مع ذلك، تعرضت سوريا لسلسلة اعتداءات إسرائيلية ليلية طاولت المنطقة الجنوبية من البلاد، بالإضافة إلى العاصمة دمشق، التي سمع سكانها أصوات انفجارات عنيفة أودت بحياة 3 أشخاص، بينهم المذيعة في «التلفزيون السوري»، صفاء أحمد، التي فارقت الحياة إثر إصابتها خلال الاستهداف الإسرائيلي لسيارة في حيّ المزة غرب العاصمة.

 

وفي هذا الإطار، ذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان، أن «العدوّ الإسرائيلي شنّ عدواناً جوياً بالطيران الحربي والمسيّر من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط في مدينة دمشق، وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان والطيران المسيّر وأسقطت معظمها»، لافتة إلى أن العدوان «أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح ووقوع أضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة».

وصلت طائرة إيرانية إلى «مطار اللاذقية» محمّلة بمساعدات إنسانية مقدّمة للمواطنين اللبنانيين الوافدين إلى سوريا

من جهتها، أفادت مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن الاعتداءات الإسرائيلية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، سواء عبر صواريخ يتمّ إطلاقها من قبالة الشواطئ السورية أو من فوق الجولان السوري المحتل، أو عن طريق استعمال الطائرات المسيّرة، والتي تمكنت الدفاعات الجوية السورية من التصدي لمعظمها.

 

وأوضحت المصادر أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة شملت، إلى جانب عمليات الاغتيال، استهداف محطات الرصد والحرب الإلكترونية والرادارات في المنطقتين الجنوبية والشرقية، في محاولة لفتح مسارات جوية أكثر حرية لحركة الطائرات الإسرائيلية، وفي استكمال لاستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تجاوز الدفاعات الجوية السورية، التي تعرّضت خلال سنوات الحرب الماضية لاستهداف متعمّد من الفصائل المعارضة، واعتداءات إسرائيلية متكررة.

 

كما بيّنت المصادر أن عدواناً جوياً استهدف نقاطاً في مدينة ازرع، وفي قرية شقرا، ونقطة أخرى على الطريق الواصلة بين الصنمين والقنية شمالي محافظة درعا، بالإضافة إلى نقاط ريف درعا بين بلدة ناحتة وقرية مليحة العطش في ريف درعا الشرقي.

 

كما تصدت الدفاعات الجوية لاعتداء استهدف إحدى النقاط العسكرية في الريف الغربي للسويداء، في وقت تشن فيه طائرات أميركية اعتداءات متكررة على مواقع عسكرية في دير الزور شرق البلاد.

وإزاء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على سوريا ودول المنطقة، أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً دانت فيه «العدوان الإسرائيلي الوحشي على المدنيين والانتهاكات المتكررة للكيان الصهيوني لسيادة سوريا ودول المنطقة»، والذي يأتي «استمراراً لسلسلة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق شعوب المنطقة، واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية».

 

وجدّدت دعوتها العالم إلى «وضع حدٍّ لهذا التفلت الإسرائيلي الذي يشعل المنطقة برمّتها ويهدّد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والقواعد الدولية»، مشدّدة على «حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها ومقاومة هذه الجرائم بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي».

 

أيضاً، دان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن بلاده على اتصال دائم مع سوريا. وقال بيسكوف إن «ما يحدث في الشرق الأوسط يتسبب بالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة»، معرباً عن «قلق بلاده الكبير إزاء تصعيد التوتر في المنطقة».

وفي خضم ذلك، أعلنت إدارة «مطار اللاذقية الدولي» وصول طائرة محملة بمساعدات إنسانية إيرانية مقدمة للمواطنين اللبنانيين الوافدين إلى سوريا، جراء العدوان الإسرائيلي. وتشمل المساعدات مواد غذائية وإغاثية من خيام وأغطية ومستلزمات العناية بالنظافة الشخصية وغيرها من الاحتياجات الأساسية.