Site icon Lebanotrend

إنها الحرب…

إنها الحرب…
ولا ينفع بعد اليوم السؤال هل تتحول شاملة، لأنها عملياً أصبحت كذلك، وإلا بماذا يوصف تمدد مخالبها من غزة الى طهران، مروراً
بالضاحية الجنوبية لبيروت، وعبر اليمن ودمشق وبغداد؟
إنها الحرب الإقليمية الكاملة، وسببها الأول والأخير، كيان اغتصب أرضاً ليست له، ويشعل فيها وفي محيطها منذ عقود، النزاع تلو النزاع، مسقطاً كل المبادرات، ومطيحاً بكل الحلول، حتى تلك التي لا تعيد كل الحقوق، كحل الدولتين.
فالجوهر الذي ينبغي أن يبقى في البال، هو أن كياناً مصطنعاً أقيم بالقوة على أرض فلسطين، فشرَّد شعبها، وأسس لسنوات من الحديد والنار والقتل والدمار في منطقة كان يمكن أن تتحول لولا الحرب الى قِبلة أنظار العالم، بكونها مهدَ الاديان السماوية، والحضارات القديمة، وتختزن في باطنها تاريخاً مجيداً وارثاً عظيماً تتوارثه الاجيال.
إنها الحرب التي يعيش جراءها ابناء المنطقة بأسرها في حال من القلق والرعب، فبعد اغتيال القيادي السياسي الابرز لحماس في قلب طهران، كيف سترد ايران على اسرائيل؟ فإذا كان استهداف قنصليتها في دمشق قبل مدة، حرك مئات المسيرات نحو الكيان العِبري، كيف سيكون الرد الآن؟
وبعد استهداف أحد ابرز القادة العسكريين لحزب الله في الضاحية الجنوبية امس، كيف سترد المقاومة في  لبنان؟ فاذا كانت كل الاعتداءات الاسرائيلية السابقة نالت ردوداً مناسبة طاولت عمق أعماق اسرائيل، وفاجأتها مراراً، كيف سيكون الرد على ضرب الضاحية؟
كل تلك الاسئلة لن يجيب عليها الا الوقت والميدان.