Site icon Lebanotrend

إلى الرئيس المنتخب: الشعب ينتظر خطوات واضحة وصريحة – ربيع مسعد

تسلّم العماد جوزيف عون رئاسة الجمهورية في مرحلة حسّاسة جداً من تاريخ لبنان، وهي مرحلة مليئة بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة.

هذا الأمر يجعلنا نقول إنّ المسؤولية اليوم كبيرة جدًا، وربما أكبر بكثير من أي وقت مضى. لبنان بحاجة إلى قيادة تتمتع برؤية واضحة وقدرة على المتابعة، خصوصًا في الملفات التي أطلقها الرئيس العماد ميشال عون، والتي كانت خطوة أساسية لوضع البلد على الطريق الصحيح.

لقد فتح الرئيس ميشال عون ملفات كبيرة وشائكة، وتميّز بالجرأة في مواجهة منظومة متجذّرة في الفساد والمحاصصة. ومن بين أبرز الملفات التي لا يمكننا التغاضي عنها: ملف التدقيق الجنائي، الذي يُعدّ أساسًا لمعرفة من نهب أموال الدولة وأموال الشعب. وكذلك ملف استعادة الحقوق البحرية ومواردنا الطبيعية، وهو إنجاز كبير في حماية ثرواتنا.

وأحد أهم الملفات هو ملف اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة الدي أصبح تطبيقه ضرورة لحسن عمل المؤسسات وتطوير الدولة.

ولا يمكننا أيضًا أن ننسى مشروع الدولة المدنية، والإصلاح الإداري، ومحاولات تحسين القضاء، رغم كل العوائق التي واجهته من المنظومة السياسية.

اليوم، مع تسلّم العماد جوزيف عون هذه المسؤولية، فإنّ التحدّي لا يقلّ حجمًا، لأن الشعب اللبناني تعب وفقد ثقته بكل مؤسسات الدولة.

المطلوب من الرئيس الجديد ليس فقط متابعة الملفات، بل أيضًا تعزيز الثقة بين الشعب والدولة، لأن هذه الثقة هي الأساس لبناء دولة حقيقية. المطلوب هو التحلّي بالجرأة والصلابة لفتح جميع الملفات الإصلاحية التي طرحها التيار الوطني الحر، والاستمرار في المسار الذي بدأه الرئيس ميشال عون، لأن الإصلاح ليس مجرد شعار، بل هو حجر الأساس لبناء وطن نحلم جميعًا به.

الشعب اللبناني ينتظر خطوات واضحة وصريحة: كيف سيتم متابعة التدقيق الجنائي؟ كيف سيتم مواجهة مافيات الفساد التي ما زالت متغلغلة في كل زوايا الدولة؟ ما هي الخطة لإنقاذ الاقتصاد واستعادة أموال المودعين؟ كيف يمكن إعادة دور القضاء ليكون مستقلًا وعادلًا؟ والأهم، كيف يمكن بناء دولة قانون ومؤسسات بدلًا من دولة المحاصصة؟

المسؤولية اليوم ليست مسؤولية فردية، بل هي مسؤولية وطنية بامتياز. لا يمكن بناء وطن إلا بوجود قيادة تؤمن بالإصلاح وتضع مصلحة الناس فوق كل اعتبار.

وإذا قرر الرئيس العماد جوزيف عون الاستمرار في هذا المسار، فسيجد الشعب إلى جانبه، داعمًا ومساندًا، لأن الشعب اللبناني يستحق أن يعيش في دولة حقيقية، دولة تؤمن به وتحميه.

فيا حضرة الرئيس العماد جوزيف عون، الكرسي اليوم ليس مكسبًا، بل هو أمانة… أمانة شعبٍ تعب وفقد الأمل. كل خطوة تخطوها ستكون خطوة نحو بناء الدولة التي نحلم بها، أو خطوة إضافية نحو انهيار كل شيء. الخيار بين يديك، والشعب اللبناني ينتظر أن يرى الأمل من جديد!