كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الثلاثاء، عن انتقال المستويات السياسية والأمنية في تل أبيب إلى مرحلة تحديد ساعة الصفر للانفتاح على عمل مسلح ضد “حزب الله” في لبنان.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع قيادة الجبهة الشمالية، يعدّ مجموعة خيارات عسكرية لـ”الرد على خروقات الحزب لاتفاق وقف إطلاق النار”، مشيرةً إلى أن الخيارات في مجملها تستدعي اتخاذ إجراءات صارمة ضد “حزب الله”.
وبينما تعتزم الجهات المعنية في تل أبيب عرض الخيارات العسكرية على مجلس الوزراء للمصادقة عليها، قالت “يديعوت أحرونوت” إن “تحديد ساعة الصفر مرهون بعدة متغيرات، من بينها الحوار السياسي مع الولايات المتحدة والحكومة اللبنانية، بالإضافة إلى تحركات أخرى في المنطقة”.
وقبل اندلاع حرب جديدة في لبنان، تؤكد الصحيفة العبرية أن إسرائيل لن تتوقف عن العمل العسكري ضد ما تصفه بـ”انتهاكات حزب الله ومحاولاته إعادة تأهيل نفسه”.
وتشير تقديرات الموقف في تل أبيب إلى أنه منذ وقف إطلاق النار مع حماس قبل ثلاثة أسابيع، لاحظ الجيش الإسرائيلي ازديادا في ثقة “حزب الله” بنفسه في جميع أنحاء لبنان، إدراكًا منه أن إسرائيل تسعى إلى تهدئة إقليمية.
وتجلى مستوى الثقة العالي في تزايد حركة عناصر وقيادات ميليشيا “حزب الله”، خاصة في منطقة الحدود جنوب الليطاني، بهدف إعادة تأهيل أنفسهم، وبناء القدرات المتضررة، وإعادة إنتاج منصات إطلاق وأسلحة مختلفة، بما في ذلك المسيّرات.
وبناءً على ذلك، أصبحت هجمات إسرائيل على عناصر “حزب الله” شبه يومية، لكنها لا توقف اتجاه الحزب، الذي لا يزال يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف والمسيّرات، بالإضافة إلى آلاف العناصر المسلحة.
وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن طرق تهريب “حزب الله” من سوريا إلى لبنان تضررت بشدة، بحرا وجوا وبرا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد وصعود أحمد الشرع، المعادي للحزب وإيران، إلا أن التمويل الذي يقدمه الإيرانيون لميليشيا “حزب الله” لم يتوقف، رغم إحباطه بين فينة وأخرى.
وتؤكد تقديرات الجيش الإسرائيلي أن انتهاكات “حزب الله” لاتفاق وقف إطلاق النار، المبرم قبل نحو عام، تتفاقم أسبوعا بعد أسبوع.
وتشير التقديرات إلى أن وضعية “حزب الله” تتعزز، بينما تتباطأ وتيرة نزع سلاحه من جانب الجيش اللبناني، كما تعهدت الحكومة في بيروت قبل بضعة أشهر.
وتقول مصادر أمنية في تل أبيب: “أطلق الجيش اللبناني عملية (درع الجنوب)، لكن من الناحية العملية، يوجد تعاون كبير بين ضباط الجيش و(حزب الله)، الذي لا يرغب في مهاجمة إسرائيل حاليًا، نظرًا لصراعات داخلية تؤثر على قراره”.
وخلصت المصادر إلى أنه “إذا لم يحدث تغيير، فلن نتمكن من الوقوف مكتوفي الأيدي، رغم نجاح آلية تطبيق الاتفاق التي تعمل بكفاءة بقيادة ضباط أمريكيين”.

