Site icon Lebanotrend

أرسلان لـ”الديار”: لا أؤيد الهجري بالانفصال والشرع لم يبادر لمنع الأحداث

الديار: كمال ذبيان-

لم يتمكن النظام الجديد الذي وصل الى الحكم في سوريا، برئاسة احمد الشرع (الجولاني)، منذ حوالى العام، من ان يوحد سوريا، تحت سلطة “هيئة تحرير الشام”، التي باتت “الحزب الحاكم”، كما كان حزب البعث العربي الاشتراكي، ولم يطمئن “الاقليات” على وجودها، بل زادها خوفاً وقلقاً، ما حصل في الساحل السوري الذي تقطنه اكثرية علوية، وفي محافظة السويداء، التي تقيم فيها غالبية درزية، من اقتتال ومجازر، الى تمسك الاكراد “بادارة ذاتية”، شجعت مكونات سورية اخرى ان تطالب بها.

 

فالاستقرار لم يستتب في سوريا، التي يُرسم لها مشروع تقسيمي للعدو الاسرائيلي دور فيه، مع عدم اعتراض اميركي.

 

فالاقليات تتحرك عبر ممثلين لها، في عدد من الدول، لشرح واقعهم في سوريا بعد سقوط النظام السابق، وزار ممثل الادارة الذاتية لاقليم شمال وشرق سوريا في لبنان عبد السلام احمد على رأس وفد، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان، الذي وضع ارسلان باخر المستجدات السياسية والامنية في المنطقة، ولا سيما الاحداث الاليمة في محافظة السويداء.

 

واللقاء كان للتعارف، كما قال ارسلان لـ”الديار”، اذ هي المرة الاولى التي يزوره الوفد، الذي نقل له تحيات القائد العام “لقوات سوريا الديموقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، واكد له على متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين الاكراد والدروز، مشدداً على وقوف “قسد” الى جانب اهالي السويداء خصوصاً والشعب السوري عموماً، فاثنى ارسلان على دور هذا التنظيم الى جانب الاهل في السويداء، والمساعدات التي تم ارسالها لهم.

 

والزيارة التعارفية المفاجئة استغرب ارسلان طلبها، واكد ان الوفد لم يطلب شيئاً سوى شرح مطالبهم، والاتفاق الذي تم توقيعه بين الشرع وعبدي في اذار الماضي، لكن السلطة السورية لم تلتزم به، وان الاكراد لا يطلبون او يسعون لاقامة دولة لهم، او الانفصال عن سوريا، او الدعوة لتقسيمها، وشجعهم ارسلان على موقفهم الوطني والوحدوي، وألا ينزلق اي طرف سياسي او طائفي، نحو التقسيم الذي هو مشروع اسرائيلي.

 

ويؤكد ارسلان، انه لا يؤيد دعوة شيخ العقل حكمت الهجري الى الانفصال عن سوريا، وهو امر مرفوض وذهب بعيداً، وهو ما ابلغته الى الوفد الكردي، بان يتنبهوا، الى مسألة الاقليات، التي تطبخ مشاريع لها، ومنذ قرون وعقود، وما زال اتفاق “سايكس ـ بيكو”، مطروحا ومتداولا، في نسخته الاولى التي كانت تدعو لقيام دويلات طائفية ومذهبية وعرقية، وتم التصدي له وإفشاله، ويعاد طرحه من جديد، لتسهيل قيام “اسرائيل الكبرى” التي يقول رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، انها بدأت تتحقق عبر الحروب التوسعية التي يخوضها في لبنان وغزة والضفة الغربية وسوريا.

 

ويرى ارسلان، ان السلطة الجديدة، برئاسة الشرع لم تبادر وتستدرك ما حصل في الساحل السوري ومحافظة السويداء وجرمانا وصحنايا واشرفيتها، وللمسيحيين من مجازر وجرائم واعمال تدمير وتهجير، فيكشف ارسلان عن نحو 120 الف مواطن درزي تهجروا من 35 بلدة وقرية في محافظة السويداء، ولجؤوا الى مدينة السويداء، فاقيمت لهم مراكز ايواء في المدارس واقامة في منازل، اضافة الى نحو 1700 شهيد والاف الجرحى والمخطوفين ومنهم نساء واطفال.

 

وهذه الاحداث المؤلمة، لم يندمل جرحها الذي ما زال نازفاً يقول ارسلان، وما زالت السلطة برئاسة الشرع لا تبادر الى حل وعناصر تابعة لها من الامن العام ووزارة الداخلية شاركوا في الجرائم والقتل العمد وهذا يؤشر الى ان سوريا تمر في وضع خطر جداً، وهي مفتوحة على كل الاحتمالات من حرب اهلية الى تقسيم، اذا لم تقم السلطة الجديدة بتحرك نحو السوريين بكل شرائحهم، بالحوار ليس الأحادي، بل الوطني الجامع.

 

ويسأل ارسلان عن دور الدول العربية، لا سيما النافذة منها في سوريا، كالسعودية وقطر والامارات، في وقت تلعب تركيا واسرائيل، في سوريا، فقضمت تركيا اراضي سورية في المحافظات الشمالية والشرقية، واسرائيل احتلت جنوب سوريا، والعرب لا يخطون اي خطوة للم شمل السوريين، وتثبيت وحدة سوريا، وهذا يتطلب رعاية عربية لحل في سوريا، على غرار ما حصل في لبنان بدعوة السعودية الى مؤتمر حوار لبناني في الطائف، وانتج اتفاقاً انهى الحرب الاهلية، واعاد العمل الى المؤسسات الشرعية، وتوحيدها تحت سلطة مركزية، واعادة اللحمة الى الجيش.

 

فالمطلوب احتضان عربي لسوريا، يقول ارسلان الذي، يبدي قلقاً على سوريا، التي يسعى العدو الاسرائيلي ومعه الاميركي لضمها الى “اتفاق ابراهام”، الذي يؤمن سيطرة اسرائيل في مشروعها الديني التوراتي.